نحكي لكم اليوم من خلال موسوعة القصص موقع قصص وحكايات قصة نبي الله ايوب عليه السلام كاملة، وهي واحدة من أعظم القصص التي ورد ذكرها في القران الكريم . وللمزيد من القصص عن الأنبياء عليهم السلام ندعوكم لزيارة قسم: قصص الانبياء.

قصة نبي الله أيوب

كان سيدنا أيوب عليهِ السلام من أكثر الأشخاص ثراءً، فكان يمتلك ما لا يُعد ولا يُحصى من الدواب والأنعام والمنازل، وكذلك أكرمهُ الله بالأولاد والذرية الصالحة، ولم يبخل أيوب على الله بذلك فكان كريمُ يعرف حق الله في مالهُ، يتزكى ويتصدق ويطُعم المحتاج، وكان كثير الذكر والحمد والشكر، ولكن حدث لهُ الابتلاء الأكبر.

فقد ابتلاهُ الله في كل ما يَملُك فذهب مالهُ وأنعامهُ وأولادهُ، ولم يبقى لهُ شيء، فلم يجزع أيوب على الإطلاق بل صبر وكان يحمد الله دائمًا، ولكن لم يقف البلاء عند ذلك، بل امتد البلاء لجسدهُ فأصابهُ مرض الجذام في سائر بدنهُ، ولم يبقى أي شيء سليم منهُ سوى قلبهُ العامر بالإيمان وكذلك لسانهُ الشاكر الحامد، فابتعد عنهُ كافة الناس، بل عزلوهُ في منزل بعيد في آخر البلد، ولم يبقى مع سيدنا أيوب سوى زوجتهُ فقط، كانت ترعاهُ وتُقدم لهُ الطعام والشراب، ولكن نفذ كل ما معها من أموال، فاضطرت أن تخدم في البيوت بعد أن كانت من أشراف القوم؛ حتى تُوفر لزوجها الطعام.

وفي وسط كل هذا الابتلاء كان أيوب غاية في الصبر، حتى أصبح يُضرب بهِ المثل، فلم يتوقف عن ذكر الله، ولم يجد الشيطان طريق إلى قلبهِ، فقد كان يقول المقولة الشهيرة لهُ وهى ” أحمدك رب الأرباب الذي أحسنت إلي؛ فقد أكرمتني بالمال والولد، فلم يبقى في قلبي شعبة الإ وقد دخلهُ ذلك، ثُم بعد ذلك ابتليتني في كل ذلك وفرغت قلبي، فلا يوجد شيء يحول بيني وبينك”.

واستمر سيدنا أيوب في ذلك الحال فترة طويلة جدًا، لا يَعرف أحد كم وصلت، فَهُناك من يقول إنها سبعة سنين، وأخرون يزعمون إننا ثلاث سنوات فقط، وفي وسط ذلك حاول إبليس أن يجد طريق إلى قلب أيوب، وكان وسيلتهُ صديقين لأيوب، فذهبوا إليهِ وحاولوا أن يقنعوهُ بشُرب الخمر، ولكن قام أيوب بنهرهما بكل شدة، وقال لهم كلامكما وشرابكما وطعامكما حرام، فخرجا من عندهُ مسرعين.

ولكن لم ييأس إبليس واستمر في مُحاولاتهُ مع أيوب، فجاء في تلك المرة متنكرًا على هيئة طبيب، وذهب إلى زوجة أيوب، وقال لها : لقد طال مرض زوجكِ أيوب كثيرًا، فإذا أراد أن يُشفى من ذلك فيجب عليهِ أن يأخذ ذبابًا ثُم يقوم بذبحهِ ولكن يكون باسم صنم بني فلان، وعندما سمعت الزوجة ذلك ذهبت إلى نبي الله أيوب وقصت عليهِ ذلك، وطلبت فعلهُ على أن يتوب بعد ذلك، ففهم سيدنا أيوب أن تلكَ هى حيل إبليس، فنهر زوجتهُ بعنف، وقال لها: لقد جاءكِ الخبيث متنكرًا، ثُم أقسم عليها إنهُ إذا شُفى من سقمهُ ليقوم بجلدها مائة جلدة.

فخرجت بعد ذلك زوجتهُ تبحث عن عمل لكي تَستطيع إحضار الطعام والشراب لزوجها، ولكن بعد الكثير من البحث لم تجد شيئًا، ولكنها خشت على أيوب من الجوع، ولم يكن معها شيئا لتبيعهُ سوى شعرها، فقامت بقص قرنًا من شعرها، ثُم باعتهُ لإحدى الصبايا من بنات الأشراف مُقابل كمية من الطعام الطيب، فأخذتهُ وذهبت بهِ إلى زوجها، فسألها من أين لكِ هذا؟، فقالت لقد عملتُ عند بعض الأشخاص فأعطوني إياه، فأكل منهُ.

ثُم في اليوم التالي خرجت الزوجة أيضًا تبحث عن عمل فلم تجد أيضًا، فقامت ببيع القرن الأخر من شعرها مُقابل الطعام، وعندما عادت لأيوب أقسم إنهُ لا يأكل حتى يعرف من أين ذلك، فلم تجب بل قامت بنزع خمارها من على رأسها، ورأي أيوب رأسها محلوق فأصابهُ الجزع الشديد.

وفي تلك اللحظة توجه أيوب إلى الله عزوجل وقال لهُ ” ﺃَﻧِّﻲﻣَﺴَّﻨِﻲَﺍﻟﻀُّﺮُّﻭَﺃَﻧْﺖَﺃَﺭْﺣَﻢُﺍﻟﺮَّﺍﺣِﻤِﻴﻦَ”، فرد الله عليهِ قائلًا ” ﺍﺭْﻛُﺾْﺑِﺮِﺟْﻠِﻚَﻫَﺬَﺍﻣُﻐْﺘَﺴَﻞٌﺑَﺎﺭِﺩٌﻭَﺷَﺮَﺍﺏٌ”، فقام أيوب ونفذ أمر الله، فاغتسل بذلك الماء، وحدثت المُعجزة الكبرى، وتم شِفاؤهُ بشكل كامل، ثم رد الله بعد ذلك إليهِ كافة أموالهُ وممتلكاتهُ وأنعم عليهِ بالأولاد، وهكذا أصبح سيدنا أيوب قدوة في الصبر عن الابتلاء.