نجدد ترحيبنا بكم زوارنا الكرام من خلال موقع قصص وحكايات، ونحكي لكم اليوم قصتين رائعتين قبل النوم من مقال قصص اطفال للنوم تجعل الطفل ينام فوراً، وللمزيد من القصص والحكايات الرائعة للاطفال نقترح عليك: قصص اطفال .

قصص اطفال للنوم

صداقة زائفة
في غابة واسعة مترامية الأطراف جمعت الصداقة بين الغزال والغراب ، فصارا متلازمين كأنهما أخوان ، وصارا لا يفترقان إلا في أوقات قصيرة .. أوكلما كان الغزال يجري ويمرح في الغابة ، كان
يطير منتقلا من شجرة إلى شجرة، وهو يراقبه من أعلى خوفا عليه من الوحوش الغادرة ، التي قد تفترسه ، ومن الصيادين الذين قد يوقعون به في وما شباكهم .. وهكذا دامت الصداقة الجميلة بين الغراب والغزال عدة شهور ..

وذات يوم رأى الذئب الغزال ، فأعجبه ، وقرر أن يوقع به حتى يفترسة ، ولذلك اقترب منه وحياه ، ثم عرض عليه صداقته ، وطلب منه أن يعيشا معا ، في هدوء وسلام بعيدا عن المطاردات التي كانت تحدث بينهما في الماضي ، فصدقه الغزال الساذج .. وعند المساء رجع الغزال إلى بيته في الغابة ،وهو يصطحب معه صديقه الجديد الذنب ، وعندما رأى الغراب الذئب في صحبة الغزال تملكه الخوف والدهشة ، وسأل صديقه الغزال عن القصة ، فأخبره الغزال بأن الذئب هو صديقهما الجديد ..

فزاد خوف الغراب على صديقه الغزال ونصحه قائلاً : الأب حيوان غادر ، ولا يمكن أن يكون صديقا لأحد خاصة لك ، ولذلك فانا أنصح بالابتعاد عنه قبل فوات الأوان .. فقال الغزال : كيف أتخلى عن صديق مدّ لي يده بالصداقة ؟! لقد عاهدني أننا سنعيش في هدوء وسلام .. فقال الغراب : إنها صداقة زائفة ، ولن تجر عليك إلا المتاعب ، وقد تنتهي حياتك على يدي ذلك الصديق الزائف الذي لا عهد له … ولكن الغزال المسكين أصمّ أذنيه عن الاستماع إلى نصيحة صديقه الغراب ..

وهكذا استمرت الصداقة بين الذئب والغزال ، رغم أنف الغراب … وذات يوم خرج الغزال في صحبة صديقه الذئب ، ورأهما صياد ، فنصب شبكته لصيدهما معا ، ثم سارع بالعودة إلى بيته ، حتى لا يلفت نظرمها إلى الشبكة … وبعد قليل من التجوال وقع الغزال المسكين في الشبكة ، وبينما أفلت الأذئب منها .. وأخذ الغزال يستنجد بصديقه الذئب ، متوسلاً إليه أن يمزق حبال الشبكة ، حتى يخرج منها فاعتذر الذئب قائلاً بأن حبال الشبكة متينة ، ولا يستطيع تمزيقها الليلة ، وأنه سوف يحاول تمزيقها في الصباح ..

وبحث الغراب عن صديقه الغزال ، فاكتشف أنه لم يعد إلى بيته في تلك الليلة ، فذهب إلى الذئب وسأله عنه ، فقال له : إننى أنتظر قدوم الصباح بفارغ الصبر ، حتى يخرج الصياد الغزال من الشبكة ويسلخه ، حتى يخطفه ويأكل لحمه اللذيذ .. طار الغراب باحثا عن صديقه الغزال ، حتى عثر عليه داخل الشبكة ، وأخبره بما ينوى الذئب أن يفعله معه ، فبكى الغزال واعتذر لصديقه الغراب ، لأنه لم يستمع إلى تصنحه .. وأخذ الغراب يفكر في طريقة لإنقاذ صديقه الغزال وفي الصباح لمح الغراب الصياد قادما من بعيد، وهو يحمل عصا غليظة في يده ، فنصح صديقه الغزال بأن يتظاهر بالموت ، حتى إذا أخرجه الصياد من الشبكة ، انطلق هاربا ..

ونفذ الغزال ما نصحه به صديقه الغراب ، فتمدد على الأرض متظاهرا بالموت .. واقترب الذئب من الشبكة منتظرا ما سيحدث ، فقام الصياد بفك حبال الشبكة ، وولى الغزال هاربا .. أمّا الصياد فقد تملكة الغيظ وأهوى بعصاه في إثر الغزال ، فسقطت الضربة على رأس الذئب ومات عقابا على خيانته للصداقة .. أما الغزال فلم يعد يصاحب وحوشا بعدها ، خوفا من الصداقة الزائفة …

من حفر حفرة
اتفق الثعلب والحمار على أن يخرجا معا للبحث عن الطعام .. وسارا مسافة قصيرة ، فشاهدا أسداً قادما نحوهما ، فتملّكهما رعب شديد ، وتسمرا كل منهما في مكانه من الخوف ، وفكّرا في الهرب ، لكنّهما خافا أن يدركهما الأسد .. وفكر الثعلب قليلاً ، حتى اهتدى إلى حيلة ماكرة ، فقال للحمار : انتظرني وسوف أخلصك من هذا المأزق بسهولة .. وتوجه الثعلب إلى الأسد ، فقال له : أيها الأسد سوف أساعدك في الإيقاع بالحمار ، إذا وعدتني ألا تمسّني بسوء .. فقال الأسد : وكيف ستوقع بالحمار؟! فقال الثعلب : سوف ترى حالا يا سيدي .. فوافق الأسد ، ولذلك ترك الثعلب يعود إلى الحمار ، فلمّا رآه الحمار ، قال له : فيما كنتما تتهامسان .؟! فقال الثعلب كاذباً : كنت أعقد معه اتفاقا ليتركنا نمضي في حال سبيلنا .. فقال الحمار : وما هو المقابل ؟

فقال الثعلب : لقد اتفقت معه أن أعوضه فيما بعد .. وقاد الثعلب الحمار إلى حفرة مغطاة بالأعشاب ، كان بعض الصيادين قد أعدوها لصيد الوحوش .. ولم يفطن الحمار إلى أن تحت العشب حفرة فسقط فيها .. ولمّا أطمأن الأسد إلى أن الحمار قد أصبح محصوراً داخل الحفرة ، وأنه لن يستطيع الخروج منها ، قال لنفسيه : أفرغ من الثعلب أولا .. ثم أفرغ للحمار … واستدار الأسد إلى الثعلب ، فأمسك به.. وهكذا وقع الثعلب في نفس الحفرة التي حفرها للحمار ، فصدق عليه المثل القائل : (من حفر حفرة لأخيه وقع فيها)