نقدم لكم قصص رائعة وجميلة يوميا تابعونا دائما على موقع قصص وحكايات، أجمل وأحلى الحكايات للأطفال الصغار ، قصة اليوم بعنوان الصداقة، نتمنى أن تنال إعجابكم، تصفحوا دائما قسم : قصص اطفال

عاش في إحدى غابات أفريقيا أسد قوي، مع زوجته «اللبوة» وأولاده «الأشبال»، والأسد ملك الغابة، إذا شعر بالجوع خافتة جميع الحيوانات، وابتعدت عن طريقه، إلاّ أن اللبوة تقوم في أكثر الأحيان بمهمّة الصيد، وتنتظر الأسد ليتناول نصيبه من القرية أولا، ثم تقوم وأشبالها بتناول ما فضل عنه، يمشي الأسد في الغابة شامخ الراسي، مغترين بقوته، زائراً بأعلى صوته، متحديا الجميع، وكانه يقول: أنا سيد الغابة، من هو أقوى مني؟… الويل لمن يتحداني، أنا بانتظاره لكي أصرعه بضرية واحدة…. هاهاهاها..

خرج الأسد ذات يوم يتجول في أرجاء الغابة، فصادف قطا بريا يطارد فارة صغيرة. وفجأة وقع الفأر المسكين بين أقدام الأسد، وبدون قصد داس الأسد على ذنب الفأر، فذعر وتسارعت دقات قلبه ظنا منه أن القط التي استطاع أن يمسك به، وصرخ من الألم. سمع الاسد الصرخة، فجمد في مكانه، دون أن يترفع قدمه عن ذنب الفار….

أما القط البريّ فتوقف يراقب المشهد، منقلاً نظرة بين الأسد والفأر ورفع الفأر رأسه فشاهد الأسد، فاطمأن قلبه، لأنّ الأسد لا يفترس الفئران، ثم صرخ الفأر بكل قوته: يا ملك الغابة! أيها الاسد العظيم!. إلتفت الأسد يمينا وشمالا، ثم إلى الوراء، فلم يجد أحد.

أدرك الفأر أنّ الأسد يفتش عنه، وشرع يضرب يد الأسد بكل قوته يريد أن يبعدها عن ذنبه. إنتبه الأسد وحدّق بالفار ثم ضحك ساخراً: ما الذي تفعله أيها الفأر؟ وكيف تجرؤ أن تدنو مني؟. قال الفأر: لم أفعل شيئا يا سيدي، لكنّ يدك هي التي تضغط على ذنبي بقوة وعني، ضحك الأسد ثانية، ورفع يده عاليا، فتحرّر ذنب الفأر…. ثم طلب من الفأر أن ينصرف سريعا لئلا تسحقه أقدام الحيوانات الكبيرة دون قصد.. إلا أنّ الفأر تسمّر في مكانه دون حراك…. دهش الأسد وتساءل عن سبب رفض الفار الصغير إطاعة أوامره.

أجاب الفأر وهو يلتفت يميناً وشمالاً: يا سيدي الأسد، أنظر إلى ذلك القط البري الذي كان يطاردني من الصباح ويريد افتراسي، إلتفت الأسد غاضباً، وأشار إلى القط البري إشارة سريعة بيده، فحضر القط وأقسم له أنه سيترك الفار وشأنه. ثم انصرف الهر مسرعاً، قام الفأر يشكر الأسد قائلا: أشكرك أيها الأسد العظيم، لقدأنقذت حياتي، أعاهدك على رد الجميل، وسوف أكون لك صديقا مخلصا.

ضحك الأسد طويلا ثم قال للفأر : «ماذا؟ فار صغير يخيفه قط بري، يريد أن يصادق أسداً مثلي، ويترد له المعروف!. قال الفار: لا تسخر من قوتي ومقدرتي یا ملك الغابة، إنتظر وسوف تری، إستدار الأسد، وتابع سيره في الغابة. أما الفأر فوقف يتأمل الأسد وغروره، حتى غاب عن ناظريه….وفي أكبر الأيام، دوى في الغابة زئير الأسد وزمجرته، فردّدت الغابة صداه. وهرعت حيوانات الغابة نحو مصدر الصوت، لتجد الأسد معلقة على غصن أحد الأشجار، مسجونا في قفص من جبال متينة، يتأرجح في الهواء. حاولت جميع الحيوانات الكبيرة تحرير ملكها من تلك الشبكة، فلم تنجح محاولاتها.

سمع الفأر زئير الأسد، فأسرع إلى مصدر الصّوت يجري متنقلاً بين أقدام الحيوانات الضخمة دون خوف، وعلم بفشلها في تحرير ملك الغابة من الأسر، الذي استسلم للأمر الواقع ولم تبدر منه أية حركة، قطع الفأر السكون الحزين وصرخ بأعلى صوته: سأنقدك يا صديقي الأسد، إلتفت الجميع إلى الفأر متعجبين من جرأته وضعفه. فصاح الفار: نعم، سأنقذ ملك الغابة، لا تسخروا من ضعفي وصغر حجمي أمهلوني بضع دقائق وسوف ترون قوّتي.

انطلق الفأر وتسلق الشجرة بسرعة، وبدأ يقطع بأسنانه الحادة حبال الشّبكة حبلاً حبلا، حتى استطاع تقطيع الحبال وتحرير الأسد بسهولة من الشبكة، فصرخت الحيوانات محتفلة بنجاة ملكها من الاسر، قال الأسد: شكرا لك يا صديقي.. لقد وفيت بوعدك فأنقذت حياتي…. لن أستهين بعد اليوم بكائن أصغر مني، أجاب الفأر: أنت يا ملك الغابة سبق وأنقذت حياتي.

قال الأسد: حقاً، نحن في هذه الحياة بحاجة كبيرة لبعضنا البعض، حتى تعيش بأمان وسعادة، أنقذه الأسد فعرض عليه الفأر صداقته ردا للجميل، لكن الأسد تكبر عليه لضعفه وصغر حجمه، فما الذي استطاع الفأر أن يفعله لا حقا ليثبت أنه جدير بصداقة ملك الغابة؟